الحلقة التاسعة : " التوجيه المعرفى والحشد "
لا شك أن التوجيه المعرفى للمؤسسة عامل فاعل على اصلاح البيئة المجتمعية وانفاذ للخدمات وبناء الأفراد وهداهم و تحقيق غايتهم و هو العامل المؤثر فى تشكيل وعيهم و فهمهم للتنمية و سلوك الانماء و استيعاب معطيات الحاضر و وضع الرؤية المناسبة له و تطويرها طبقا للفعل و الأثر .
ان استلهام أفكار التنمية و مبادئ النهضة و رؤيتهما مبنيان على توجيه الأسرة و المؤسسة المعرفى للأفراد بما يخص منظومتى الدين و السياسة حيث الهدى و منظومات العمل السياسى بما لها من آثار اقتصادية وادارية و اجتماعية لبتشكل الوعى الخصب المتبنى للاصلاح والتنمية .
ان آراء الجمهور الداخلى و الأفراد العاملين بالمؤسسة تجاه التنمية المستدامة و تحقيق أغراضها أساس فى صياغة واقع جديد و اجتذاب كوادر جديدة عاملة و مشاركة فى بناء وعى جديد .
ان ادراك قضايا المواطنين و الالمام بها و التصدى لأخطارها قائم على العمل المشترك الذى يتشارك فيه العاملين و الجماهير حيث تقديم الرعاية و تحقيق السمعة الطيبة و اقبال الجمهور على المعاونة للخدمات و اقتراح الأفكار و تنمية المشاركة وتنشيط العضوية و تحفيز الجهود للايجابية .
ان حشد الجمهور للمشاركة فى الخدمة و استنهاض هممهم من أجل توسيع دائرة المشاركة
و مغالبة الأهواء و التعصب والتزمت و تحقيق الرواج الثقافى عامل على التواد و التراحم و المنح والاخاء و التفاعلية و المعاصرة و الاندماج و تحقيق الخيرية و كل هذا مكتسبات للتوجيه و الحشد .
و لا شك فى كون تحقيق رؤية العمل و استدامته بالوعى و الحركة جالب للاسهام و المشاركة و دافع لمزيد من التوعية التى تفرض سلوك تنموى يلزم الفرد بفهم آليات العمل و ما تستند اليه من أسانيد قانونية وتشريعية تفى بحقوق الانسان و تؤكد حقوق رب العباد فى الصلاح الاجتماعى وهداية الأفراد و يطرح ذلك فهم و استيعاب كلمة هدى و تنمبة أو صلاح و نماء اذ لابد من فهم المواطنين لمعانى واتجاهات و عقائد التنمية واستيعاب سلوك الآليات و بعض من أساليبها فى تطبيق الخدمات وفقا للآطر التنظيمية .
ان التوجيه للوفاء بالتزامات الأفراد تجاه بيئاتهم عامل خصب يؤسس للتنمية الشاملة و المستدامة يتزامن مع التوجه للأهداف المجتمعية بمضمون واعى بالأحداث و بسياق مترابط يؤسس للنماء يحارب الفساد و يكافح الأمراض و لا يخل بالخدمات قد يكون متحيزا لبعض اسهامات الدولة أو كلها و قد يلعب دور المعارض لآفاتها و ملوثاتها و هذا وفق الدور السياسى الذى يختاره المواطن و الفكر الذى يؤمن به و يعتنقه للتعبير و العمل لرغبته فى تحقيق الاصلاح .
و لا شك أن التحيز لاحتياجات الطبقة العاملة هو الضمان الوفى بالتنمية و هو الطريق الميسر للنمو و الانتاج و تحقيق النجاحات و الأكثر من هذا أن تربية الفرد على فهم الثقافة العمالية هو المكرس و المزود للنماء و البناء و أن استلهام غايات العامل هى الأساس الذى تبنى عليه التنمية المستدامة و هى الفاعل على نجاح منظومة الانتاج .
لا ريب فى أن المعبر الحقيقى عن قضابا أمته هو العامل المثقف الذى تربى و ترعرع فى بيئة تحترم البذل و الانتاج و أن مفهوم التربية الشاملة قائم على التوجيه للعناية بالأسرة و منظومة العمل و الاهتمام بالمؤسسة و الجماعة الانسانية .
ان الخروج عن مفهوم استخدام العامل كآلة و ايجاد البديل باستخدامه كانسان وآدمى منتج هو المعين على التنمية و يجب توفير متطلبات الجهد للعامل كالتأمين العلاجى و التعليم و حوافز العمل و البرامج العلمية و اقامة الندوات و الرحلات و المسابقات و معالجة قصور الآليات تجاهه مما يؤدى الى زيادة الثروات و زيادة قوة العملة الوطنية أمام العملات الأخرى و الحد من أخطار الأمراض الاجتماعية كالفقر و الجهل والمرض و البطالة و الاجرام و الارهاب و غياب الضمير و الانتقاص من الخيرية و المنح و الاخاء .
ان النصح و التوجيه و التوعية بالاخلاص لله فى العمل و زيادة الجهد و مكافحة النفعبة و الاستغلال و مواجهة الانتهازية و محاربة الجشع و الطمع و الاتجاه بالرعاية أولا للعامل هو الاتجاه الأمثل و الأكرم الى فهم و تحقيق التنمية المستدامة و ذلك يتطلب المزيد من جهد التوجيه و الحشد و المؤكد هو أن أساس النهضة لبلد هو العامل التقى و معاونته على العمل و المؤكد أيضا هو أن فشل النهضة لبلد هو نتاج الكسول الفاسد و مغالبة هديه .
و على هذا فان توجيه المؤسسة دائما لجمهورها يجب أن يوفر العمل و يشجع عليه و أن يوفر التعليم له و أن يجابه به كل أنانى و يكون دائما حشد الجمهور من أجل مشاركة البناء و الاسهام فى حل المشكلات و التيسير على كل عاطل ليعمل و يشارك و يبنى و ينتج وتكون هذه احدى ركائز التوعية ايمانا بالثقافة العمالية و تأكيدا للعلمية و المهنية و حب الانتاج مضيفا لذلك الوعى بالدين و الالتزام بفضائله و اقامة شعائره و الالتزام بمعاملاته و الهدى بمعانيه من اخلاص و طهر و منح و كرم و اخاء و من طيبة و حنان و رفق و تسامح و سيولة و حمد و رضا و صبر و على هذا لابد من اللجوء لرجال الدين للوفاء بتقديم العون فى الهداية و الصلاح و العلم و الكفاح و الاستهداء و الرشاد و البناء و النماء و المفاعلة و الايجابية.
و لابد من التأكيد على أن تحقيق السمعة الطيبة للمؤسسة و السلوك الدعائى السليم مبنى على تحقيق التوعية السليمة بما لها من نصح جيد و هدى صحيح .
كذلك لابد من توجيه العامل لاجادة عمله و اتقانه و التزامه بالمهنية و الحرص على الأداء وفق آداب و أصول المهنة مع مراعاة المنح و الاخاء ازاء منظومة العمل و احداث التواصل و التوافق الكافى لبناء العمل اضافة الى تدريب العامل و اصقاله بالمادة العلمية الوافية باتقان العمل و تشجيعه على التوعية و التثقيف و المامه بالقوانين و اللوائح المنظمة للعمل تحقيقا لكفاية الانتاج و التوجيه للبناء و الثقة و الأمان .
الشاعر و الاعلامى اسلام المصرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق